حذرت الأمم المتحدة يوم أمس الجمعة من أن جميع أطفال غزة البالغ عددهم مليون طفل تقريباً يواجهون "صدمة نفسية هائلة" مع استئناف القتال في القطاع الذي مزقته الحرب، وفي ظل نقص حاد في المساعدات.
وصف العاملون في المجال الإنساني الوضع في غزة بأنه مقلق، وسط تزايد عدد القتلى المدنيين منذ أن استأنفت إسرائيل القصف الجوي والعمليات البرية هذا الأسبوع بعد وقف إطلاق نار دام ستة أسابيع.
وسلط سام روز نائب المدير الميداني الأول لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة، الضوء على الصدمة النفسية التي لحقت بالأطفال الذين يعانون أصلاً من صدمات نفسية، إذ وجدوا أنفسهم مجدداً تحت وطأة القنابل.
وقال لصحافيين في جنيف متحدثا من غزة إنها « صدمة هائلة، هائلة، لمليون طفل » يعيشون في القطاع.
وأوضح « الوضع أسوأ هذه المرة (…) لأن الناس منهكون بالفعل، وتدهورت أجهزتهم المناعية وصحتهم النفسية، والسكان على شفا المجاعة ».
وشرح كيف أن « الأطفال الذين عادوا إلى المدارس بعد 18 شهراً من انقطاعهم، عادوا الآن إلى الخيام… يسمعون القصف من حولهم باستمرار ».
وتابع « إنه خوف فوق خوف وقسوة فوق قسوة ومأساة فوق مأساة ».
وقال جيمس إلدر المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن الأطفال الذين تعرضوا لصدمات نفسية لا يبدأون عادة بمعالجة صدماتهم إلا عندما يباشرون بالعودة إلى حياتهم الطبيعية.
وشرح لصحافيين: « كان علماء النفس يقولون إن كابوسنا الحقيقي هو أن يعودوا إلى ديارهم ثم تبدأ (الحرب) من جديد ».
وتابع: « هذه هي المرحلة التي وصلنا إليها الآن »، محذراً من أن غزة هي « المثال الوحيد في التاريخ الحديث على احتياج جميع الأطفال إلى دعم الصحة النفسية ». وأوضح « هذه ليست مبالغة ».
ولقي 6 أطفال حتفهم وأصيب آخرون إثر قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية بمدينة غزة، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أمس الجمعة.
وقصفت طائرات إسرائيلية بالصواريخ الشقة السكنية في شارع الجرو، بحي التفاح شمال شرق مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل الأطفال وجرح عدد من المواطنين.
من ناحية أخرى، لقيت أم وابنتها حتفهما وأصيب آخرون، إثر قصف مدفعي إسرائيلي استهدف منزلاً يلجؤون إليه قرب معصرة بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس جنوب القطاع، وفق « وفا ».
كما أصيب عدد من المواطنين بجروح، بينهم خطيرة، إثر استهداف إسرائيل لمجموعة من المواطنين شمال المغراقة بصاروخ من طائرة استطلاع، نقلوا على إثرها إلى مستشفى العودة وسط قطاع غزة، حسب الوكالة.
وأصيب شاب من ذوي الإعاقة بجروح، إثر إطلاق قناصة الجيش الإسرائيلي الرصاص عليه، في قرية المغراقة جنوب مدينة غزة، وتم نقله لمستشفى العودة.
وزير إسرائيلي يهدد بضم مساحات من قطاع غزة
وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمس الجمعة باحتمال ضمّ أجزاء من قطاع غزة ما لم تفرج حركة حماس عن الرهائن، مع توسيع نطاق عمليات الجيش الإسرائيلي البرية لتشمل جنوب القطاع.
وقال كاتس في بيان « لقد أمرت (الجيش) بالسيطرة على مزيد من الأراضي في غزة… كلما رفضت حماس الإفراج عن الرهائن، خسرت المزيد من الأراضي التي سيتمّ ضمها من قبل إسرائيل »، مهددا بـ »الاحتلال الدائم… للمناطق العازلة » داخل القطاع الفلسطيني.
وهذه « المناطق الأمنية » التي تحدث عنها كاتس هي إشارة الى إقامة « حزام أمني » تحدث عنه مسؤولون إسرائيليون خصوصاً في شمال قطاع غزة، لإنشاء منطقة عازلة تفصله عن البلدات المجاورة في جنوب إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي أمس الجمعة إنه اغتال رئيس جهاز المخابرات العسكرية لحركة حماس في جنوب غزة أمس.
وأعلن الجيش في بيان أن هذا القيادي هو أسامة طبش، وأنه كان أيضاً رئيس وحدة الرصد والاستهداف التابعة للحركة. ولم يصدر أي تعليق فوري من حماس.
المحكمة العليا في إسرائيل تعلّق قرار الحكومة إقالة رئيس الشاباك
وفي سياق آخر، أمرت المحكمة العليا في إسرائيل أمس الجمعة بتعليق القرار الذي اتخذته حكومة بنيامين نتنياهو بإقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار، وهي خطوة تثير احتجاجات في إسرائيل.
وأمرت المحكمة بحسب قرار اطلعت عليه وكالة فرانس برس « باتخاذ إجراء مؤقت لوقف مفعول هذا القرار (الإقالة) الخاضع للاستئنافات، إلى حين صدور قرار آخر » بهذا الشأن، مشيرة الى أن تعليق الإقالة سيبقى سارياً إلى حين النظر في طلبات استئناف تمّ التقدم بها ضد القرار، في مهلة أقصاها الثامن من أبريل.
أضف تعليقك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.
تعليقات
0