الذكاء الاصطناعي يتحول إلى محور الشراكة بين واشنطن ودول الخليج.. “النفط الجديد” للمنطقة

تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة ودول الخليج تحولاً استراتيجياً لافتاً، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي محوراً رئيسياً للشراكة، متجاوزاً أولويات تقليدية مثل الأمن الإقليمي واحتواء إيران. ففي زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة للمنطقة، تم الإعلان عن صفقات ضخمة تشمل بيع رقائق إلكترونية متطورة للسعودية والإمارات، وإنشاء مجمعات عملاقة للحوسبة الفائقة، مقابل استثمارات خليجية بمليارات الدولارات في شركات التكنولوجيا الأمريكية.

يرى المحلل الأمريكي دانيال بنيام أن هذه الشراكات تمنح الخليج فرصة تاريخية ليصبح ثالث أكبر مركز عالمي للحوسبة بعد الولايات المتحدة والصين، بفضل فوائضه المالية والبنية التحتية المتقدمة. ويعتبر أن قوة الحوسبة باتت ركيزة جديدة في العلاقات الخليجية الأمريكية إلى جانب النفط، وأن نجاح هذه الصفقات قد يمنح واشنطن تفوقاً جيوسياسياً على الصين في أسواق مثل أفريقيا وآسيا الوسطى.

لكن هذا التوجه يثير مخاوف في واشنطن بشأن تسريب التكنولوجيا أو وقوعها في "الأيدي الخطأ"، خاصة مع علاقات الخليج المتشعبة مع الصين. لذلك يطالب بعض الساسة الأمريكيين بفرض قيود صارمة على تصدير أشباه الموصلات.

في المقابل، تواصل الإمارات والسعودية تعزيز استثماراتهما في الذكاء الاصطناعي منذ سنوات، عبر مشاريع حكومية وجامعات وصناديق ابتكار، ما يجعل الذكاء الاصطناعي مرشحاً ليكون "النفط الجديد" الذي يعيد رسم مستقبل المنطقة والعالم