بعد الخطاب الملكي، برلماني من الأغلبية في حالة شرود فادحة..

بقلم/ ربيع كنفودي 

لم تمر ساعة عن خطاب جلالة الملك للبرلمان بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الأخيرة، والذي وجه فيه جلالته رسائل قوية للحكومة والبرلمان على حد سواء، تهدف أساسا إلى خدمة الوطن والمواطنين بالدرجة الأولى، حتى خرج علينا أحد البرلمانيين المعروف بخرجاته وشطحاته وتصرفاته أقل ما يقال عنها أنها مستفزة..

خرجة البرلماني الذي وصف في وقت سابق من داخل قبة البرلمان "الكوفية" بالشرويطة، وهو في غاية البهجة والسرور، تؤكد بالملموس، أنه كان خائفا مما سيتضمنه خطاب الملك للبرلمان، ولكونه لا يفقه في التشريع، كان يقول في نفسه، "صافي الحكومة مشات، والبرلمان مشى، وعمري ما غادي نطلع..". لكن بعد نهاية الخطاب، خرج يضحك ويردد الشعارات هو ومن من جاء بهم في الصباح الباكر إلى الرباط مرددا شعار "موت موت يا العدو، الملك عندو شعبو". وهنا نتساءل، من تقصد ب "العدو"؟ هل الشباب المحتج حاشا أن يكون كذلك، فهم شباب من أبناء هذا الوطن الحبيب يحتجون عن قضايا تهم البلاد والعباد، ويتوقون إلى مغرب لا مكان فيه لأصحاب المصالح..

يبدو أن النائب البرلماني الذي كان "مخلوعا" بشعارات جيل Z، فهم التأطير ودور  البرلماني مقلوبا، فالتأطير ليس هو أن يلتف بك الناس وتردد الشعارات، التأطير هو مدى إقناعك للغير ومنهم الشباب بأن الحكومة والأغلبية البرلمانية يعملان من أجل المواطن.

دورك كبرلماني، ليس هو أن تكون محاميا عن الحكومة وتدافع عنها بشراسة، ليس لأنها قامت بإنجازات، وإنما لأن مصالحك هناك معهم وإياهم. أنت كبرلماني عليك أن تسائل وتراقب الحكومة وتقيم السياسات العمومية، لا أن "تنقز" على أي متدخل انتقد الحكومة.

انت كبرلماني، ممثلا للشعب وليس للحكومة، عليك أن تتحدث عن ارتفاع أسعار المحروقات التي تعرف ارتفاعا بالرغم من أنها دوليا تعرف انخفاضا، أن تتكلم عن ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية التي أصبحت تثقل كاهل المواطن المغربي، وأضعفت من قدرته الشرائية، وعليك أن تناقش نسبة البطالة التي يعرفها المغرب، عليك كذلك أن تتحدث عن تأهيل القرى والمناطق الجبلية التي تعيش العزلة بما تحمله الكلمة من معان متعددة، وعليك وعليك وعليك..

خلاصة الأمر، أن المغرب في المرحلة المقبلة بحاجة إلى حكومة قوية وبرلمانا قويا من أجل مواكبة المرحلة التي تعرف أوراشا كبرى، لكن ما دام البرلماني قال أنه  "الى ما طلعتش، تطلع بنتي"، فها نحن أمام منطق الريع السياسي الخطير الذي بات ينخر المغرب..