فاجعة تازة الأليمة: صرخة لاستدعاء حلول أمنية واجتماعية عاجلة

فاجعة تازة الأليمة: صرخة لاستدعاء حلول أمنية واجتماعية عاجلة
21:01 الخميس 09 أكتوبر 2025

 

بقلم: يوسف الوراق

 ​شهدت مدينة تازة، اليوم الخميس، فاجعة هزّت الرأي العام وألقت بظلال الحزن والصدمة على ساكنتها، تمثلت في الاعتداء المروّع، الذي أودى بحياة تلميذ لا يتجاوز عمره 12 سنة، وهو في طريقه إلى مدرسته، بعدما هاجمه شخص مختل عقليًا، ووجّه إليه ضربة قاتلة باستخدام قنينة زجاجية.

​وخلّفت هذه الواقعة المؤلمة حالة من الغضب والاستنكار العارم، خاصة في الأوساط التعليمية وبين أولياء الأمور، ممن عبّروا عن صدمتهم العميقة تجاه هذا الحادث المأساوي، وفاة تلميذ بهذه الطريقة العنيفة تُسلّط الضوء على ضرورة إعادة النظر في سبل حماية الأطفال.

​مطالب بـ "جدار أمن" حول المدارس
​على إثر الجريمة، تصاعدت المطالب على تكثيف المراقبة الأمنية بشكل فوري وفعّال حول المدارس وفي الفضاءات العمومية التي يرتادها التلاميذ. ويطالب الأهالي والأطر التربوية بوضع استراتيجية أمنية استباقية تضمن سلامة التلاميذ في رحلتهم اليومية من وإلى المدرسة، وتحول دون تكرار مثل هذه المآسي.

​البعد الاجتماعي والنفسي للأزمة
​بعيدًا عن الجانب الأمني، فإن الحادث يفتح ملفًا اجتماعيًا شائكًا يتعلق بالتعامل مع ظاهرة الأشخاص المتشردين والمصابين باضطرابات عقلية في الأماكن العامة. إن وجود شخص مختل عقليًا يتجوّل حاملًا أداة قد تُستعمل للاعتداء، يُشير إلى قصور في آليات الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية المخصصة لهذه الفئة، وإلى ضرورة إيجاد مأوى مناسب لهذه الحالات وتوفير العلاج اللازم لها، بدلًا من تركها تشكل خطرًا على نفسها وعلى المجتمع.

​استدعاء الحلول العاجلة
​إن فاجعة تازة، بمرارتها وعمق تأثيرها، تستدعي وقفة حازمة ومسؤولية مشتركة لا يمكن الاكتفاء بمجرد إدانة الجريمة، بل يجب الشروع في تنفيذ حلول عاجلة ومتعددة الأبعاد:
​تعزيز التواجد الأمني في محيط المدارس وتخصيص دوريات منتظمة لحماية التلاميذ.
​تفعيل البرامج الاجتماعية لإيواء ورعاية الأشخاص المصابين باضطرابات نفسية وعقلية والحد من تجوالهم في الشوارع.

​إطلاق حملات توعية للأهالي والأطفال بأساليب الحيطة والحذر، مع تفعيل دور لجان اليقظة داخل الأحياء.
​في الختام، تبقى هذه الواقعة جرس إنذار قوي يطالب بحماية "أطفالنا هم مسؤوليتنا جميعًا". إن الدم الذي أُريق في طريق العلم يجب أن يتحول إلى دافع لإحداث تغيير حقيقي وملموس يضع سلامة المواطن، وخاصة الأطفال، على رأس الأولويات.

أضف تعليقك

‫‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.

‫تعليقات

0
صوت وصورة
الأربعاء 06 غشث 2025 - 15:31

صوت وصورة
الأربعاء 06 غشث 2025 - 15:28

صوت وصورة
الأربعاء 06 غشث 2025 - 13:15

صوت وصورة
الأربعاء 06 غشث 2025 - 13:14

صوت وصورة
الخميس 12 شتنبر 2024 - 12:37

صوت وصورة
الخميس 12 شتنبر 2024 - 12:35